عمارة السعادة



هل تساءلت يوماً عن سبب شعورك بالارتياح أو الانزعاج عند دخولك لمكان ما؟

ما هو تأثير المكان على نفسيتك؟

وكيف للمكان أن يمنحك شحنة إيجابيةً من الطاقة أو سلبية؟


العين تعشق كل ما هو جميل..

تعشق رؤية التنظيم والتناغم والتكامل..

وكلُّ ما يحيط بنا من صنع الإنسان يندرج تحت مسمى (العمارة)..

هنا يكمن دور المعماري في دراسة نفسية مستخدمي المكان..

وهنا يظهر الفرق بين المعماري المهتم بإرضاء وإشباع احتياجات مستخدمي المكان الأساسية والكمالية على حدٍّ سواء، واللتي تتجلى ذروتها بتحقيق أعلى معايير الجمال..

والآخر الذي قد لا يهتم إلا لتحقيق وظيفة الفراغ المطلوب بأقل كلفة ماديةٍ وحسيةٍ ممكنة متناسياً أهمية الجوانب المعمارية الأساسية الأخرى..

والأخير بالضرورة لا يرقى لأن يسمى معمارياً..

لأنه وببساطةٍ ينتج منتجاً مشوهاً مزعجاً استغلالياً..

قد يكون كفيلاً بتحقيق الكآبة الأبدية لمستخدمي منتجه..

 

الشارقة!

لا تحتاج لافتةً أو لوحةً إرشاديةً لتدرك أنك دخلت مدينة الشارقة..

ابتداءً من شوارعها بأثاثها المميز وأعمدة إنارتها ذات التصميم العريق، وحتى لون إنارتها ذو الرونق الخاص، ومسطحاتها الخضراء على على ضفاف شوارعها..

وصولاً إلى مبانيها ذات الطراز الإسلامي التراثي المميز الممزوج بعبق الأصالة الضارب عمقاً في التاريخ..

واجهات مبانيها تثير إحساساً حفيّاً بالفخر والاعتزاز..

تعكس تفاصيل زخارفها فخامةً وعمقاً وتحدّياً حتى أبعد الحدود..

حتى إيقاع مشيتك يتغير حينما تعبر أروقتها..

يستحيل أن تمنع بصرك من اختلاس النظرات يمنةً ويسرةً ليرى إبداع تصميم أقواسها المحمّلة على أعمدةٍ صممت تناسباتها وزخارفها بأدق التفاصيل الهندسية الغنية..

وتخرج الأمور عن تمام السيطرة حينما تطلق النظر للأعلى.. لقبابها وعقودها بنقوشها وإضاءاتها المعلقة متناسياً من حولك من دون أيّ حرج..!

فكلّ ما حولك يستحق التأمل بما للكلمة من معنى..

وستخسر الكثير في كل ركنٍ لم يسعفك الوقت لتأمل جنباته..

شعورٌ مهيبٌ مخلوطٌ بالفخر والاعتزاز كلّما خطوتَ قُدُماً في أروقة مبانيها..

تقلب مزاجك قسراً لأقصى درجات السعادة..

سعادة المكان والزمان الذي ينعكس على كلّ الحاضرين والمارّين يزيد إحساسهم رفاهيةً ورقياً وعظمة..


فما بالك حينما تعجّ هذه الصروح بمرتاديها على مدار الوقت بفعالياتها اللامتناهية في مكتباتٍ ومسارحَ وجامعاتٍ ومدارسَ وقصور ومساجد ومبانٍ حكوميةٍ وخدميةٍ وحدائق وشوارع وصالاتٍ رياضيةٍ وأنديةٍ متخصصةٍ لكل الفئات والأعمار مكتظةٍ بالفعاليات الاحترافية..

لتنتج مجتمعةً لوحةً متناغمةً عصريةً..

لعمارة الإنسان.. والمكان.. بتوجيهات حاكمها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي..

ابتسم.. أنت في الشارقة..




مقال عمارة السعادة.pdf