يقع المسجد الأموي في وسط مدينة دمشق القديمة، في المنطقة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو و يحده من الجنوب حي البزورية و من الغرب سوق الحميدية و من الشرق مقهى النوفرة و من الزاوية الشمالية الغربية المدرسة العزيزية و ضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي.
ويشكل الجامع الأموي الكبير بدمشق شاهدا حيا على عظمة الحضارة الإسلامية وإبداع مهندسيها و بنائيها وفنانيها عبر مختلف العصور التاريخية الإسلامية ويمثل كتاب أصيل دونت على صفحاته مراحل تطور العمارة و فن الزخرفة في سورية خلال العصور الآرامية والهلنستية الرومانية و الاسلامية وهو أهم أوابد سورية الأثرية و أكثرها جذبا للسياح.
و يرجح أنه بني أولا في موقع الجامع الأموي في عهد مملكة آرام دمشق معبد آرامي في مطلع الألف الأول قبل الميلاد على الأرجح فوق رابية ترتفع عن مستوى المدينة حوالي عشرة أمتار وفق النموذج المعماري الكنعاني التقليدي المؤلف من فناء مسور وغرفة صغيرة للعبادة وقد بقي حجر واحد من المعبد الآرامي يعود لحكم ملك دمشق الآرامي حزائيل أي الفترة الواقعة ما بين 842-805 قبل الميلاد ،وهو حاليا معروض في متحف دمشق الوطني.
وقام الرومان بعد سيطرتهم على دمشق عام 64م بإعادة تكوين و توسيع المعبد الآرامي بإشراف المهندس المعماري أبولودوروس وحافظوا على معظم تصميمه الأصلي؛ وتركوا الفناء المسور سليم نوعا ما. وفي وسط الفناء أقيمت غرفة داخلية و أقيم برج واحد في كل من الزوايا الأربع للفناء بهدف استخدامها كأماكن مرتفعة لتقديم الأضاحي، و في عهد الامبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس”193-211 م” تم توسيع البوابة الشرقية لفناء المعبد.
و في مطلع القرن الرابع الميلادي تم فصل المعبد عن المدينة بمجموعتين من الجدران علما أن جدار المجموعة الأولى أكبر من جدران المجموعة الثانية وقد امتدت على مساحة واسعة شملت السوق، أما جدران المجموعة الثانية فقد أحاطت بحرم معبد جوبيتر الأصلي. و هو أكبر معبد روماني في سورية وما تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن غرب الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية ذات التيجان الكورنثية ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد. و في عام 391 م أقيم في المنطقة الغربية الشمالية من مكان معبد جوبتير كنيسة يوحنا المعمدان وتحول معبد جوبيتر إلى كاتدرائية بأمر من الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الأول “379-395م”.
و بعد فتح المسلمون دمشق في عصر الخلافة الراشدة عام 634 م ثم قيام الدولة الأموية أكبر دولة في تاريخ الإسلام عام 662 م والتي امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر والتي اتخذت من دمشق عاصمة لها قسمت كاتدرائية يوحنا المعمدان إلى قسم شرقي خصص للمسلمين وقسم غربي خصص للمسيحين وقد بني في القسم الشرقي المخصص للمسلمين في جزئه الجنوبي الشرقي غرفة صلاة صلى فيها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وكان يدخل إليه من الباب القبلي الروماني، و الذي ما يزال قائماً في جدار القبلة و أديت الصلاتان الإسلامية والمسيحية في الجامع الأموي كرمز للسلام والتعايش السلمي الأهلي و حرية ممارسة الشعائر و الطقوس الدينية بحرية و سلام. كما أنشأ الخليفة معاوية في الجامع مقصورة خاصة به و هي أول مقصورة في تاريخ الإسلام.
وعندما تولى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705 م الخلافة وهو سادس خلفاء بني أمية أمر ببناء الجامع الأموي الكبير بدمشق في موقع الكاتدرائية البيزنطية مقابل منح المسيحيون كنيسة حنانيا وبنى الجامع الأموي على أنقاض كنيسة يوحنا المعمدان البيزنطية وفق نفس المخطط المعماري الذي وضعه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لمسجده في المدينة المنورة فقسم الجامع الأموي إلى بيت الصلاة و فناء مفتوح واستبقى الوليد الجزء السفلي من جدار القبلة وأعاد الجدران الخارجية والأبواب، و جعل حرم المسجد مسقوفاً مع القبة و القناطر وصفوف الأعمدة و أنشأ أروقة تحيط بصحن الجامع وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة كانت أصل المآذن المربعة و التي انتقل نمط بناءها من الجامع الأموي بدمشق إلى شمالي أفريقيا والأندلس وتمثل مآذن القيروان و الكتبية و إشبيلية خير مثال على الـتأثر بهذا النمط المعماري. واستفاد البناؤون من كميات حجارة الكنيسة والمعبد المتراكمة، ومن الأعمدة الرخامية والتيجان في عملية بناء الجامع واكتمل البناء في عام 715 م وفي نفس العام أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب.
وفي عام 780 م قام الحاكم العباسي في دمشق الفضل بن صالح بن علي ببناء قبة في الجامع في قسمه الشرقي وبعد تسع سنوات أي في عام 789 م شيد قبة الخزنة والتي استخدمت كخزنة لحفظ أموال الجامع ثم تحولت إلى مكتبة لحفظ كتب و مخطوطات الجامع النفيسة. و في عام 831 م جددت مئذنة العروس في عهد الخليفة العباسي المأمون و في القرن العاشر و ضعت ساعة كبيرة عند المدخل في الجزء الغربي من الجدار الجنوبي وفي عام 1006 م بنيت قبة النوفرة في الساحة أمام الجناح المصلب و أدى الحريق الذي أصاب الجامع الأموي عام 1069 م إلى تدمير جزء مهم من الزخارف و الفسيفساء التي كانت موجودة منذ أيام الوليد بن عبد الملك وجدد الجامع عام 1072 م وفي عام 1082 م في عهد الأمير السلجوقي تتش بن ألب أرسلان “1079-1095م” تم تجديد و ترميم قبة النسر و الدعائم الأربعة و الأقواس التي تعلوها و سقف المسجد و المقصورة و اثنتين من الأرصفة و تم تدعيم و تجديد الفسيفساء الأموية الأصيلة من الواجهة الداخلية الشمالية للجامع و في عام 1089 م رمم الجدار الشمالي من الناحية الشرقية للجامع و في عام 1109 م رمم الجدار الشمالي من الناحية الغربية للجامع في عهد حاكم دمشق ظاهر الدين طفتكين وفي عام 1150 م وضع عند رواق الباب الشرقي للجامع الأموي ساعة كبيرة.
و في عهد نور الدين زنكي أضيفت عام 1154 م ساعة ثانية و ساعة جيرون المائية وشيدت الساعة من خارج المدخل الشرقي للجامع و قد تضررت إثر الحريق الذي أصاب الجامع الأموي عام 1167م وأعاد بنائها المعماري محمد الساعاتي ثم رممت في مطلع القرن الثالث عشر وفي عام 1173 م تضرر جدار الجامع الشمالي وفي عام 1179 م رمم في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي الجدار الشمالي و دعامتين من دعائم قبة النسر و المئذنة الشمالية والتي أضيفت إليها منارة وفي عام 1245 م دمرت المئذنة الشرقية أو مئذنة عيسى على يد الصالح أيوب أثناء حصاره دمشق و أعيد بناء المئذنة و أضيف إليها القليل من الزخارف و في عام 1260 م أقيم في الجامع الأموي القداس الكاثوليكي بأمر من أمير إمارة أنطاكية الصليبية بوهيموند السادس بعد تحالفه مع المغول و استيلائه على دمشق وفي العصر المملوكي في عهد السلطان الظاهر بيبرس نظفت عام 1270م أعمدة الحرم وغسل الفرش وجددت صفائح الرخام و وشيت تيجانها بالذهب وبلط الجدار الشمالي للحرم وأصلحت لوحات الفسيفساء في الرواق الغربي كلوحة بردى و هي قطعة فسيفساء طولها 34,5 متر و عرضها 7.3 م و في الفترة الواقعة ما بين عامي 1326-1328 م في عهد والي المماليك في الشام تنكيز تم استبدال كل البلاط في قاعة الصلاة بالرخام وتم إعادة تجميع لوحات الفسيفساء على جدار القبلة وفي عهد السلطان المملوكي الناصر بن محمد قلاوون تم عام 1328 م هدم و إعادة بناء قبلة الجدار الغير مستقرة و نقلت بوابة باب زيادة إلى جهة الجامع الشرقية و أدى حريق عام 1339 م إلى تضرر جزء كبير من هذه الأعمال و في عام 1371 نصبت مزولة كبيرة على المئذنة الشمالية للجامع صنعها عالم الفلك ابن الشاطر الدمشقي و في عام 1392 م احترقت مئذنة عيسى و في عام 1400 م أحرق تيمور لنك المغولي أجزاء كبيرة من الجامع الأموي فانهارت المئذنة الشرقية و القبة المركزية وفي عام 1488 م أضاف السلطان المملوكي قايتباي مئذنة في الجهة الجنوبية الغربية من الجامع سميت باسمه و في عام 1518 قام الوالي العثماني في دمشق جانبردي الغزالي بأعمال ترميم و إصلاح و تزيين للجامع الأموي. و في عام 1893 نشب حريق في سقف الجامع من الجهة الغربية و أتى على السقف و الجدران و الأبواب و السدة وتسبب في انهيار القبة الوسطى و أدى إلى تدمير النسيج الداخلي لقاعة الصلاة ومعظم الفسيفساء و الألواح الرخامية ولم يسلم إلا المشهد الغربي و في عام 1896 بدأت عمليات ترميم الجامع في عهد والي دمشق العثماني ناظم باشا و دام العمل تسع سنوات تمت المحافظة خلاله على الهيكل الأصلي للجامع بشكل كبير. و في عام 1899 م أهدى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني معظم محتويات قبة الخزنة من الكتب و المخطوطات إلى الامبراطور الألماني فيلهلم الثاني وحفظ الباقي في دمشق.
وحديثا رممت مئذنة قايتباي والواجهة الغربية و الجدار الشمالي و أعيد تبليط المدخل الغربي للجامع وجددت الأرضيات و الصالات و استبدلت القواعد الحجرية التالفة للأعمدة وتم معالجة الخشبيات التالفة و إعادة إنشاء و تركيب قبة داخل صحن الجامع وانتهت أعمال الترميم عام 1994م. و في عام 2001 م زار بابا روما يوحنا الثاني بولس الجامع الأموي كأول بابا يزور جامع.
إن مخطط الجامع الأموي بـدمشق مستطيل الشكل و يبلغ طول الجامع 157 متراً وعرضه 97 متراً وتقدر مساحته بـ15.229 متراً مربعاً، و يحتل صحن الجامع مساحة 6000 متراً مربعاً من جهة شمال الحرم تحيط به أروقة مرفوعة على أعمدة يعلوها تيجان كورنثية مزدوجة ويحتل الفناء الذي يغطي الجزء الأكبر من الجامع الجزء الشمالي من الجامع، في حين يغطي حرم الجامع الجزء الجنوبي من الجامع و يبلغ طول الحرم 136 م و عرضه 37 م. ويحيط فناء المسجد أربعة جدران خارجية و تؤكد الدراسات الأثرية والتاريخية أن أرضية أروقة الصحن كانت مفروشة بالفسيفساء الأبيض المطعم بقطع الرخام و أرضية الصحن الآن مبلطة بالرخام. وكان الصحن في عهد الوليد خالياً من القباب و القباب الثلاث القائمة حالياً شيدت في عهود لاحقة، القبة الأولى غربية تعرف بقبة الخزنة أو قبة المال وتسمى أيضا قبة عائشة وتؤرخ على الأرجح بالعصر العباسي بعهد الخليفة العباسي المهدي، شيدها والي دمشق الفضل بن صالح العباسي أما القبة الحالية فتؤرخ بالعصر العثماني. شيدت قبة الخزنة على ثمانية أعمدة من الغرانيت ذات تيجان كورنثية، يعلوها ثمانية جسور من الحجارة عليها زخارف رومانية أعيد استعمالها، وبني فوقها غرفة من ثمانية جدران من مداميك يتناوب فيها الحجر الأبيض والأسود، وكانت مكسوة بالفسيفساء من النوع نفسه المستخدم في كسوة الجامع، ولهذه الغرفة باب صغير من الحديد محكم الإقفال أهم ما يميز قبة الخزنة أعمدتها الغائر في أرض صحن الجامع، والتي غرست على عمق 230سم منذ تاريخ بنائها. و القبة الثانية قبة الوضوء التي تتموضع في وسط الصحن والتي أقيمت مكان قبة أقدم أنشئت بالعصر العباسي وانهارت بعد وقوع زلزال عام 1759 م الذي هدَّمَ جوانب عديدة من الجامع الأموي وتضم بركة ماء فوقها أقواس وعلى جانبيها عمودان وتتألف من بحرة مثمنة الأضلاع يحيط بها شاذروان مربع يقوم على ثمانية أقواس في كل جهة قوسان مدببان حُملت على ثمانية أعمدة يتناوب مداميك الحجر فيها باللونين الأبيض والأسود قائمة على بركة ماء وتؤرخ بالعصر العثماني عَمَّرها والي الشام عثمان باشا الكرجي عام 1769م و القبة الثالثة هي القبة الشرقية المسماة بـقبة الساعات ويعود تاريخها إلى العهد العثماني وسميت بقبة الساعات لأن العثمانيون نقلوا إليها الساعات الموجودة على باب الجامع ،وجعلوا منها مركز التوقيت. كما يوجد أيضاً داخل صحن الجامع عمودين ذي رأس نحاسي مزخرف كانا يستعملان للإضاءة.
كما أن حرم الجامع يتألف من قناطر متشابهة عددها 24 قنطرة تمتد موازية للجدار القبلي يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب ويغطي الجناح المتوسط سقف سنمي تنهض في وسطه قبة النسر وفي حرم الجامع الأموي يوجد أربعة محاريب على خط جدار الحرم أهمها و أقدمها محراب الصحابة الكبير أو محراب المالكية الواقع في النصف الشرقي وسط الجدار القبلي ومحراب الخطيب و محراب الحنفية و محراب الحنابلة وفي أعلى جدار القبلة تنفتح على امتداده 14 نافذة ذات زجاج ملون مع ستة نوافذ في الوسط ويوجد جانب المحراب الكبير منبر حجري وقبة النسر أكبر قبة في الجامع الأموي و ترتفع عن أرض صحن الجامع 45 متراً ويبلغ قطرها 16 متراً بنيت في عهد الوليد بن عبد الملك وجددت ورممت القبة عام 1075 م في عهد نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقي وعام 1179 على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي قام بتجديد ركنين منها. وفي عام 1201 تشققت القبة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب دمشق وانهارت القبة إثر حريق عام 1479م الذي أتى على الحرم وأعيد بناؤها بعد الحريق الكبير عام 1893م واستبدلت القبة الخشبية الأموية الأصيلة بالقبة الحالية المبنية من الحجر و ترتكز القبة على طبقة تحتية مثمنة مع اثنين من النوافذ المقوسة على جانبيها ودعمت بأعمدة الممرات الداخلية المركزية.
و للجامع الأموي ثلاثة مآذن المئذنة الشمالية أو مئذنة العروس وهي أقدم مآذن الجامع الأموي الثلاث فأساساتها وقاعدتها أموية أصيلة ويعتبر البرج الرئيسي أقدم جزء من المئذنة وهو مربع الشكل، له أربعة معارض، ويتألف من شكلين مختلفين من البناء؛ حيث تتكون القاعدة من كتل كبيرة، في حين تم بناء الجزء العلوي من الحجر . و تقع في منتصف الجدار الشمالي للجامع فوق باب العمارة و تسمى أيضا بمئذنة الكلاسة والمئذنة البيضاء و يعود تاريخ بناءها إلى عهد الوليد بن عبد الملك و يقال أن الوليد كساها بالذهب من أعلاها إلى أسفلها، ولم يبق من أصلها الأموي إلاّ بعض مداميك في قاعدة جذعها, جُدد وسطها و رأسها في عهود لاحقة علما أن الجزء السفلي من المئذنة يعود إلى الحقبة العباسية في القرن التاسع ، أصابتها أضرار كبيرة إثر حريق مدرسة الكلاسة فأعيد تجديدها في عهد صلاح الدين الأيوبي، تشرف هذه المئذنة على الرواق الشمالي لـصحن الجامع ويتصل بها مئذنة صغيرة ثانية من خلال ممر مسقوف ينتهي بشرفة خشبية مضلعة يعلوها قبة صنوبرية بتفاحات وهلال دائري تعود إلى العصر المملوكي مع التنويه إلى أن القسم الأعلى من البرج المربع الشكل والذي يضم نوافذ مزدوجة يعود إلى العصر المملوكي، أما الشرفة وما يعلوها فتعود إلى العصر العثماني وكانت مئذنة العروس تشكل خلال القرون الوسطى مركزا للمنقطين للتأمل و الصلاة ومن الجامع الأموي انتشر نموذج المئذنة المربعة إلى سائر أنحاء سوريا وشمال إفريقيا والأندلس.
و المئذنة الشرقية أو مئذنة عيسى و تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع الأموي أنشئت ربما في بادئ الأمر على برج من أبراج المعبد القديم , و يبدو أن شكلها كان عبارة عن برج مرتفع مربع وقد وجُدد وسطها و رأسها في عهود لاحقة و هي أطول المآذن الثلاث و يبلغ ارتفاعها 77 م تعرضت للحريق عام 1247 فأعيد إعمارها في عهد الملك الصالح الأيوبي، وفي عهد المماليك انهارت مع حريق سوق الدهشة المجاور عام 1392 م فأعيد ترميمها وبعد زلزال عام 1759 م المدمر أعادت السلطات العثمانية ترميمها و تنقسم المئذنة إلى كتلتين متنافرتين لا رابط بينهما، الكتلة السفلية مربعة الأضلاع أموية الشكل أيوبية الطراز، مملوكية الترميم بدليل النوافذ المقوسنة المضافة والشبيهة بنوافذ مئذنة العروس أما الكتلة الثانية أو القسم العلوي فتأتي مباشرة وبانتقال غير متناسب هندسياً إلى جذع مثمن الأضلاع نحيل عثماني الطراز يتضمن شرفتين للمؤذن بمقرنصات خفيفة بدون مظلات ساترة، يعلو المئذنة قلنسوة مخروطية الشكل يعلوها ثلاث تفاحات وهلال كامل الاستدارة والمئذنة الغربية أو مئذنة قايتباي تقع في الزاوية الجنوبية الغربية للجامع وقد شيدت ربما في عهد الوليد بن عبد الملك على البرج الجنوبي الغربي للمعبد العتيق، وعلى الأغلب فقد كانت برجاً مربع الشكل وفق طراز المئذنة السورية وبعد دخول تيمورلنك دمشق عام 1401 م و إحراقها أصاب الحريق الجامع الأموي و أدى إلى انهيار المئذنة وتمت عملية ترميم لها لاحقا و بقيت على حالها حتى عهد السلطان قايتباي الذي أمر بإعادة بنائها وفق الطراز المملوكي السائد آنذاك، وهي مئذنة مثمنة الشكل و أول مئذنة شيدت في دمشق وفقا للطراز المعماري المصري، أصابتها أضرار بعد زلزال عام 1759 م وأعيد ترميمها على نفس الطراز التي كانت عليه.